نمو قياسي لإيرادات الأندية الأوروبية مع تحديات مالية مستمرة

المؤلف: خالد البدر10.01.2025
نمو قياسي لإيرادات الأندية الأوروبية مع تحديات مالية مستمرة

شهدت عائدات الأندية الكروية الأوروبية نموًا ملحوظًا يقدر بحوالي 2.9 مليار يورو على مدار العام، لتصل إلى رقم قياسي غير مسبوق بلغ 26.8 مليار يورو بحلول نهاية العام المالي 2023، وذلك وفقًا لتقرير شامل صادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي اطلعت عليه "الاقتصادية".

أكد ألكسندر سيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على الأهمية البالغة لهذا التقرير، قائلًا: "لقد أصبح تقرير المشهد المالي والاستثماري لأندية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أداة محورية في رصد الوضع المالي للعبة، وتقييم المخاطر المحتملة التي قد تؤثر في مستقبل كرة القدم الأوروبية. تبقى كرة القدم في أوروبا قوية ومليئة بالحيوية خارج الملاعب، تمامًا كما هي داخلها".

على مدار الفترة بين عامي 2009 و 2024، ارتفعت إيرادات الأندية بنسبة مذهلة بلغت 142%، وتشير التوقعات إلى أن هذه الإيرادات ستصل إلى حوالي 29 مليار يورو بحلول عام 2024. وفي المقابل، شهدت رواتب اللاعبين زيادات أكثر توازنًا واستدامة. ومع ذلك، استمرت التكاليف الأخرى في الازدياد بسرعة، حيث سجلت الأجور الإجمالية للموظفين من غير اللاعبين ارتفاعات ملحوظة في عامي 2023 (+ 19%) و 2024 (+ 12%).

بعد أربع سنوات متتالية من الخسائر القياسية التي تكبدتها الأندية في الفترة من 2020 إلى 2023، بدأت الأندية في التعافي والعودة تدريجيًا نحو تحقيق الربحية التشغيلية. ومع ذلك، لا تزال غالبية الأندية تتوقع تسجيل خسائر في عام 2024 بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية والأجور غير المتعلقة باللاعبين. في الإجمال، سجلت الأندية الأوروبية خسائر تشغيلية تقدر بنحو 300 مليون يورو في عام 2023. ومن الجدير بالذكر أن عدد الأندية التي منيت بخسائر كبيرة (تزيد عن 25 مليون يورو) انخفض من 43 ناديًا إلى 31 ناديًا.

لا تزال بعض الأندية تواجه تحديات في الوفاء بمتطلبات قواعد الاستدامة المالية الأكثر صرامة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. تجدر الإشارة إلى أن أكبر 10 أندية من حيث الأرباح التشغيلية تقع جميعها ضمن قائمة الأندية الـ 15 الأعلى إيرادًا.

شهدت ديون الأندية ارتفاعًا منذ بداية الجائحة العالمية. فقد سجلت 22 دولة (بما في ذلك معظم الأسواق الغربية الكبرى) زيادة في حجم الديون بنسبة 50% أو أكثر مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. ومع ذلك، لا يزال عدد الأندية التي تواجه خطر الإفلاس منخفضًا نسبيًا. ففي عام 2024، لم تسجل أي حالة إفلاس لأي نادٍ في الدرجة الأولى الأوروبية، وهو أمر لم يحدث منذ 15 عامًا.

في المقابل، لم يشهد مشهد ملكية الأندية الأوروبية تغييرات جذرية. في الوقت الحالي، يمتلك القطاع الخاص حوالي 55% من الأندية الأوروبية، وهي نسبة في ازدياد على مدار العقد الماضي. بالإضافة إلى ذلك، دخل 38% من الأندية الأوروبية في هيكل ملكية متعددة الأندية، مقارنة بأقل من 60 ناديًا قبل 10 سنوات.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة